الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَيَجْعَلُ ٱلرِّجْسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ } * { قُلِ ٱنظُرُواْ مَاذَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا تُغْنِي ٱلآيَاتُ وَٱلنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ }

قوله تعالى { وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } كل نفس ليس لها استعداد معرفته وقبول محبته وليس لها من الله سابقة حسن عنايته فى الازل بنعت اصطفائيتها بالولاية كيف تعرفه ومعرفته نتائج انوار طوالع صفاته فى قلوب العارفين قال بعضهم لا يظهر الايمان على احد لا لسعادة سابقة له فى الازل متقدم ثم زين السمٰوات والأرضين بانوار ملكوته وجبروته واظهر منها سبحات جلاله وشهود عظمته لنظار المعارف والباء الكواشف ودعاء الاحباء والاعداء الى النظر اليهما بقوله { قُلِ ٱنظُرُواْ مَاذَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } اى ما يبرز من نوره من جبين الشمس وسنا من عارض القمر وضيائه من مرآة الكواكب الذى انكشف لخليله وسليبه من الحدثان الى رؤية القدم بالنظر الى هذه الوسائل حين قال هذا ربى ثم اخبر عن خروجه منها الى انوار السرمدية والفردانية بقولهأَنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ } اى لو ان لكم بصائر الصفاتية وابصار الذاتية انظروا فان جمال القدم ظاهر للعاشقين عيان للمشتاقين وبيان للمحبين ثم بين ان من لم يكن له عين من تلك العيون ونور من تلك الانوار لا ترى جماله وجلاله تعالى بقوله { وَمَا تُغْنِي ٱلآيَاتُ وَٱلنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ } اى كيف يفعل الايات بمن خلق محروما عن الايمان بمكوّن الآيات قال بعضهم لا تصل العقول الخالية من التوفيق الى سبيل النجاة ولما يغنى ضياء العقل مع ظلمة الخذلان انما ينفع الناس العقل من كان مشرقاً بانوار التوفيق وعناية الازل والا فانه متخبط فى هلاكه بعقله.