الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }

قوله تعالى { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } اي بمعونتك نعبدك لا بحولنا وقوّتنا وايّاك نستعين بتمام عبوديتك ودوام سَتْرك علينا حتَى نرى فضلك ولا ننظر الى اعمالنا ايّاك نعبد اي ايّاك نعبد لا برؤية المعاملات وطلب المكافآت واياك نستعين اي نستعينك بمزيد العناية بنعت العصمة عن القطيعة وايضا اياك نعبد بالمراقبة واياك نستعين بكشف المشاهدة وايضاً اياك نعبد بعلم اليقين واياك نستعين بحق اليقين وايضا واياك نعبد واياك نستعين بالرّؤية وقيل إياك نعبد بقطع العلائق والاغراض واياك نستعين على ثبات هذا الحال بك ولا بنا وقيل ايّاك نعبد بالعلم وإياك نستعين بالمعرفة وقيل اياك نعبد بأمْرك واياك نستعين علينا بفضلك قال سهل اياك نعبد بهدايتك وإياك نستعين بكلايتك على عبادتك قال الانطاكىُّ انّما يعبدُ الله على اربع على الرغبة والرّهبة والحياء والمحّبة فأفضلها المحبَّةُ التي تَليها والحيَاء ثم الرَّهبةُ ثم الرَّغبةُ وقال الاستاذ العبادة بستانُ القاصدين ومستروح المريدين ومَرْتَعُ الانس للمحبين ومرتع البَهْجة للعارفين بها قوة أعينِهم وفيها مسَرَّةُ قلوبهم ومنها راحة ابدانهم.