الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ ٱلأُولَىٰ } * { وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ } * { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَىٰ } * { وَوَجَدَكَ ضَآلاًّ فَهَدَىٰ } * { وَوَجَدَكَ عَآئِلاً فَأَغْنَىٰ }

{ وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ ٱلأُولَىٰ }.

أي: ما يعطيك في الآخرة خيرٌ لَكَ مما يعطيك في الدنيا.

ويقال: ما أعطاك من الشفاعة والحوض، وما يُلْبِسُك من لباس التوحيدِ - غداً - خيرٌ مما أعطاكَ اليومَ.

{ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ }.

قيل: أفترضى بالعطاء عن المُعْطِي؟ قال: لا.

قوله جل ذكره: { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَىٰ }.

قيل: إلى عمِّه أبي طالب.

ويقال: بل آواه إلى كَنَفِ ظِلِّه، وربَّاه بلطف رعايته.

ويقال: فآواكَ إلى بِساطِ القربة بحيث انفردْتَ بمقامِك، فلم يُشَارككْ فيه أحدٌ.

{ وَوَجَدَكَ ضَآلاًّ فَهَدَىٰ }.

أي: ضللْتَ في شِعابِ مكة، فَهَدَى إليك عَمَّك أبا طالبٍ في حال صباك.

ويقال: " ضالاً " فينا متحيِّراً.. فهديناك بنا إلينا.

ويقال: " ضالاً " عن تفصيل الشرائع؛ فهديناك إليها بأن عرَّفناك تفصيلها.

ويقال: فيما بين الأقوام ضلالٌ فهداهم بك.

وقيل: " ضالاً " للاستنشاء فهداك لذلك.

وقيل: " ضالاً " في محبتنا، فهديناك بنور القربة إلينا.

ويقال: " ضالاً " عن محبتي لك فعرَّفتك أنِّي أُحِبُّك.

ويقال: جاهلاً بمحلِّ شرفِكَ، فعرَّفْتُك قَدْرَكَ.

ويقال: مستتراً في أهل مكة لا يعرفك أحدٌ فهديناهم إليك حتى عرفوك.

{ وَوَجَدَكَ عَآئِلاً فَأَغْنَىٰ }.

في التفسير: فأغناكَ بمال خديجة.

ويقال: أغناك عن الإرداة والطلب بأن أرضاك بالفَقْد.

ويقال: أغناك بالنبوَّة والكتاب. ويقال: أغناك بالله.

ويقال: أغناك عن السؤال حينما أعطاك ابتداءً؛ بلا سؤالٍ منك.