الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَٱتَّقَىٰ } * { وَصَدَّقَ بِٱلْحُسْنَىٰ } * { فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ } * { وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَٱسْتَغْنَىٰ } * { وَكَذَّبَ بِٱلْحُسْنَىٰ } * { فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ } * { وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّىٰ } * { إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَىٰ } * { وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَٱلأُولَىٰ } * { فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّىٰ } * { لاَ يَصْلَٰهَآ إِلاَّ ٱلأَشْقَى } * { ٱلَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ } * { وَسَيُجَنَّبُهَا ٱلأَتْقَى } * { ٱلَّذِى يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ }

قوله جل ذكره: { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَٱتَّقَىٰ وَصَدَّقَ بِٱلْحُسْنَىٰ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ }.

{ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَٱتَّقَىٰ } من مالِه، { وَٱتَّقَىٰ } مخالفةَ ربِّه..

ويقال: { أَعْطَىٰ } الإنصافَ من نَفْسِه، { وَٱتَّقَىٰ } طَلَبَ الإنصافِ لنفسِه...

ويقال: " اتقى " مساخِطَ الله. { وَصَدَّقَ بِٱلْحُسْنَىٰ }: بالجنة، أو بالكَرَّةِ الآخرة، وبالمغفرةِ لأهل الكبائر، وبالشفاعة من جهة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبالخَلَفِ من قِبَل الله... فسَنُيَسِّرهُ لليُسْرَى: أي نُسَهِّلُ عليه الطاعاتِ، ونُكَرِّهُ إليه المخالفاتِ، ونُشَهِّي إليه القُرَبَ، ونُحبِّبُ إليه الإيمان، ونُزَيِّن في قلبه الإحسان.

ويقال: الإقامة على طاعته والعود إلى ما عمله من عبادته.

{ وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَٱسْتَغْنَىٰ وَكَذَّبَ بِٱلْحُسْنَىٰ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ }.

أما من مَنَعَ الواجبَ، واستغنى في اعتقاده، وكَذَّب بالحسنى: أي بما ذَكَرْنا، فسينسره للعسرى؛ فيقع في المعصية ولم يُدَبِّرْها، ونوقف له أسبابَ المخالفة.

ويقال: " أعطى " أعْرَضَ عن الدارين، " واتَّقى " أن يجعل لهما في نفسه مقداراً.

قوله جل ذكره: { وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّىٰ }.

يعني: إذا مات.. فما الذين يغني عنه ماله بعد موته؟

قوله جل ذكره: { إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَىٰ }.

لأوليائنا، الذين أرشدناهم. ويقال: { إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَىٰ } بنصيب الدلائل.

{ وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَٱلأُولَىٰ }.

مُلْكاً، نعطيه من نشاء.

{ فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّىٰ }.

أي: تتلظَّى.

{ لاَ يَصْلاَهَآ إِلاَّ ٱلأَشْقَى }.

أي: لا يُعَذَّبُ بها إلاَّ الأشقى، وهو:

{ ٱلَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ }.

يعني: كَفَرَ.

{ وَسَيُجَنَّبُهَا ٱلأَتْقَى ٱلَّذِى يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ }.

يُعْطى الزكاة المفروضة.

ويقال يَتَطهَّر من الذنوب.

ونزلت الآية في أبي بكر رضي الله عنه، والآية عامة.