خوَّفَهم برؤيته - سبحانه - لأعمالهم، فلمَّا عَلِمَ أَنَّ فيهم مَنْ تتقاصر حالتُه عن الاحتشام لاطِّلاع الحقِّ قال: { وَرَسُولُهُ } ، ثم قال لِمَنْ نَزَلَتْ رتبتُه: { وَٱلْمُؤْمِنُونَ }. وقد خَسِرَ مَنْ لا يمنعه الحياءُ، ولا يردعه الاحتشامُ، وسَقَطَ من عينِ اللهِ مَنْ هَتَكَ جلبابَ الحياءِ، كما قيل:
إذا قَلَّ ماءُ الوَجْهِ قَلَّ حياؤه
ولا خيرَ في وجهٍ إذا قَلَّ ماؤه
ومَنْ لم يَمْنَعْه الحياءُ عن تعاطي المكروهاتِ في العاجل سيلقى غِبَّ ذلك، وخسرانُه عن قريبٍ في الآجل.