الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ٱلْغَاشِيَةِ } * { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ } * { عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ } * { تَصْلَىٰ نَاراً حَامِيَةً } * { تُسْقَىٰ مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ } * { لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ } * { لاَّ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِي مِن جُوعٍ }

قوله جلّ ذكره: { هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ٱلْغَاشِيَةِ }.

" الغاشية " المُجَلَّلَةُ، يريد بها القيامة تَغْشَى الخَلْقَ، تَغْشَى وجوهَ الكفَّار.

{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ تَصْلَىٰ نَاراً حَامِيَةً }.

وجوهٌ - إذا جاءت القيامة - خاشعة أي ذليلة. عاملة ناصبة: النَّصَب التعب.

جاء في التفسير: أنهم يُجَرُّون على وجوههم.

{ تَصْلَىٰ نَاراً حَامِيَةً } تلزم ناراً شديدة الحرِّ.

ويقال: " عاملة " في الدنيا بالمعاصي، " ناصبة " في الآخرة بالعذاب.

ويقال: " ناصبة " في الدنيا " عاملة " لكن من غير إخلاص كعمل الرهبان، وفي معناه عملُ أهل النفاق.

{ تُسْقَىٰ مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ }.

تناهى حَرُّها.

{ لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ لاَّ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِي مِن جُوعٍ }.

نَبْتٌ ينمو بالحجاز له شَوْكٌ، وهو سمٌّ لا تأكله الدواب، فإذا أكلوا ذلك في النار يُغَصُّون، فَيُسْقَوْنَ الزقُّوم.

وإن اتصافَ الأبدانِ - اليومَ - بصورة الطاعات مع فَقْدِ الأرواح وجدانَ المكاشفات (وفقدِ) الأسرارِ أنوارَ المشاهدات، (وفقدِ) القلبِ الإخلاصَ والصدق في الاعتقادات لا يجدي خيراً، ولا ينفع شيئاً - وإنما هي كما قال: { عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ }.