الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ ٱلذِّكْرَىٰ } * { سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَىٰ } * { وَيَتَجَنَّبُهَا ٱلأَشْقَى } * { ٱلَّذِى يَصْلَى ٱلنَّارَ ٱلْكُبْرَىٰ } * { ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَا } * { قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ } * { وَذَكَرَ ٱسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ } * { بَلْ تُؤْثِرُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } * { وَٱلآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ } * { إِنَّ هَـٰذَا لَفِي ٱلصُّحُفِ ٱلأُولَىٰ } * { صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ }

قوله جلّ ذكره: { فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ ٱلذِّكْرَىٰ }.

والذِّكرى تنفع لا محالة، ولكنْ لِمَنْ وَفَّقَه اللَّهُ للاتعاظِ بها، أمَّا مَنْ كان المعلومُ من حاله الكفرَ والإعراضَ فهو كما قيل:
وما انتافعُ أخي الدنيـا بِمُقْلَتـهِ   إذا استوَتْ عنده الأنوارُ والظُّلَمُ
{ سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَىٰ }.

الذي يخشى الله ويخشى عقوبته.

{ وَيَتَجَنَّبُهَا ٱلأَشْقَى ٱلَّذِى يَصْلَى ٱلنَّارَ ٱلْكُبْرَىٰ ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَا }.

أي يتجنَّبُ الذِّكْرَ الأشَقى الذي يَصْلَى النارَ الكبرى، ثم لا يموت فيها موتاً يريحه، ولا يحيا حياةً تَلَذُّ له.

قوله جلّ ذكره: { قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ }.

مَنْ تَطَهَّرَ من الذنوبِ والعيوبِ، ومشاهدة الخَلْقِ وأدَّى الزكاة - وَجَدَ النجاة، والظَّفَرَ بالْبُغْيَة، والفَوزَ بالطِّلبة.

{ وَذَكَرَ ٱسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ }.

ذَكَرَ اسمَ ربِّه في صلاته. ويقال: ذَكَره بالوحدانية وصَلَّى له.

{ بَلْ تُؤْثِرُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا }.

تميلون إليها؛ فتُقَدِّمون حظوظكم منها على حقوق الله تعالى.

{ وَٱلآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ }.

والآخرة للمؤمنين خيرٌ وأبقَى - من الدنيا - لطُلاّبها.

قوله جلّ ذكره: { إِنَّ هَـٰذَا لَفِي ٱلصُّحُفِ ٱلأُولَىٰ صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ }.

إن هذا الوعظَ لفي الصحف المتقدمة، وكذلك في صحف إبراهيم وموسى وغيرهما؛ لأنَّ التوحيدَ، والوعدَ والوعيدَ... لا تختلف باختلاف الشرائع.