الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلطَّارِقُ } * { ٱلنَّجْمُ ٱلثَّاقِبُ } * { إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ } * { فَلْيَنظُرِ ٱلإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ } * { خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ } * { يَخْرُجُ مِن بَيْنِ ٱلصُّلْبِ وَٱلتَّرَآئِبِ } * { إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ }

قوله جلّ ذكره: { وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ }.

أقسم بالسماءِ، وبالنجمِ الذي يَطْرُق ليلاً.

{ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلطَّارِقُ }.

استفهامٌ يراد منه تفخيم شأن هذا النجم.

{ ٱلنَّجْمُ ٱلثَّاقِبُ }.

المضيءُ العالي. وقيل: الذي ترمى به الشياطين.

ويقال: هي نجوم المعرفة التي تدل على التوحيد يستضيءُ بنورها ويهتدي بها أولو البصائر.

{ إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ }.

ما مِنْ نَفْسٍ إلا عليها حافِظٌ من الملائكة، يحفظ عليه عملَه ورزقَه وأجلَه، ويحمله على دوامِ التيقُّظ وجميلِ التحفُّظ.

قوله جلّ ذكره: { فَلْيَنظُرِ ٱلإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ يَخْرُجُ مِن بَيْنِ ٱلصُّلْبِ وَٱلتَّرَآئِبِ }.

يخرج من صُلْبِ الأب، وتربيةِ الأم.

وهو بذلك يحثُّه على النَّظَرِ والاستدلال حتى يعرف كمال قدرته وعلمه وإرادته - سبحانه.

{ إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ }.

إنه على بَعْثِه، وخَلْقِه مرةً أخرى لقادِرٌ؛ لأنه قادر على الكمال - والقدرةُ على الشيءِ تقتضي القدرةَ على مِثْلِه، والإعادة في معنى الابتداء.