الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْبُرُوجِ } * { وَٱلْيَوْمِ ٱلْمَوْعُودِ } * { وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ }

قوله جلّ ذكره: { وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْبُرُوجِ }.

أراد البروج الاثني عشر.

{ وَٱلْيَوْمِ ٱلْمَوْعُودِ }.

يوم القيامة.

وجوابُ القَسَم قوله: { إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ }.

قوله جلّ ذكره: { وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ }.

يقال: الشاهدُ اللَّهُ، والمشهودُ الخَلْقُ.

ويقال: الشاهدُ الخَلْقُ، والمشهودُ اللَّهُ؛ يشهدونه اليومَ بقلوبهم، وغداً بأبصارهم.

ويقال: الشاهدُ محمدٌ صلى الله عليه وسلم، والمشهودُ القيامة، قال تعالى:وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ شَهِيداً } [النساء: 41]، وقال في القيامة:ذٰلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ ٱلنَّاسُ وَذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ } [هود: 103].

وقيل: الشاهد يومُ الجمعة، والمشهود يومُ عَرَفة.

ويقال: الشاهدُ المَلَكُ الذي يكتب العمل، والشاهدُ الإنسانُ يشهد على نفسه، وأعضاؤه تشهد عليه؛ فهو شاهد وهو مشهود.

ويقال: الشاهدُ يومُ القيامة، والمشهودُ الناس.

ويقال: المشهودُ هم الأمة لأنه صلى الله عليه وسلم يشهد لهم وعليهم.

ويقال: الشاهدُ هذه الأمة، والمشهودُ سائر الامم.

ويقال: الشاهدُ الحجرُ الأسود لأنَّ فيه كتابَ العهد.

ويقال: الشاهدُ جميعُ الخَلْق؛ يشهدون لله بالوحدانية، والمشهود الله.

ويقال: الشاهدُ الله؛ شهد لنفسه بالوحدانية، والمشهودُ هو لأنه شهد لنفسه.