الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِٱلدِّينِ } * { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ } * { كِرَاماً كَاتِبِينَ } * { يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ } * { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ } * { وَإِنَّ ٱلْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ } * { يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ ٱلدِّينِ } * { وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَآئِبِينَ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ }

قوله جلّ ذكره: { كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِٱلدِّينِ }.

أي: القيامة.

{ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَاماً كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ }.

هم الملائكة الذين يكتبون الأعمال. وقد خوَّفهم برؤية الملائكة وكتابتهم الأعمال لتقاصر حشمتهم من اطِّلاع الحق, ولو علموا ذلك حقَّ العلم لكانَ توقيِّهم عن المخالفاتِ لرؤيته - سبحانه، واستحياؤهم من اطلاّعه - أتَمَّ من رُؤية الملائكة.

قوله جلّ ذكره: { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ ٱلْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ }.

{ ٱلأَبْرَارَ }: هم المؤمنون؛ اليومَ في نعمة العصمة، وغداً هم في الكرامة والنعمة { ٱلْفُجَّارَ }: اليومَ في جهنم باستحقاق اللعنة والإصرار على الشِّرْكِ الموجِبِ للفُرقة، وغداً في النار على وجه التخليد والتأييد.

ويقال: { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ }. في رَوْحِ الذِّكْر، وفي الأُنْسِ في أوان خَلْوَتهم.

{ وَإِنَّ ٱلْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ }. في ضيق قلوبهم وتَسَخُّطِهم على التقدير، وفي ظُلُمات تدبيرهم، وضيق اختيارهم.

{ يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ ٱلدِّينِ وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَآئِبِينَ }.

{ يَصْلَوْنَهَا } أي النار. { يَوْمَ ٱلدِّينِ }. يوم القيامة.

{ وَمَا هُمْ عَنْهَا } عن النار. { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ } قالها على جهة التهويل.