{ لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ }. لا يتفرَّغ إلى ذاك، ولا ذاك إلى هذه. كذلك قالوا: الاستقامةُ أَنْ تشهدَ الوقتَ قيامةً، فما من وليٍّ ولا عارفٍ إلاَّ وهو - اليومَ - بقلبه يَفِرُّ من أخيه وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه. فالعارفُ مع الخَلْق ولكنه يُفَارقهم بقلبه - قالوا:
فلقـد جعلتـك فـي الفـؤادِ مُحَـدِّثي
وأَبَحْـتُ جسمـي مَنْ أراد جلـوسـي
قوله جلّ ذكره: { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ }. وسببُ استبشارهم مختلفٌ؛ فمنهم مَنْ استبشاره لوصوله إلى جنَّته، ومنهم لوصوله إلى الحور العين من حظيته... ومنهم ومنهم، وبعضهم لأنه نظر إِلى ربِّه فرآه. { وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَفَرَةُ ٱلْفَجَرَةُ }. وهي غَبَرةُ الفُسَّاق. { تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ }. وهي ذُلُّ الحجاب.