الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ قُتِلَ ٱلإِنسَانُ مَآ أَكْفَرَهُ } * { مِنْ أَيِّ شَيءٍ خَلَقَهُ } * { مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ } * { ثُمَّ ٱلسَّبِيلَ يَسَّرَهُ } * { ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ } * { ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُ } * { كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ مَآ أَمَرَهُ } * { فَلْيَنظُرِ ٱلإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ } * { أَنَّا صَبَبْنَا ٱلْمَآءَ صَبّاً } * { ثُمَّ شَقَقْنَا ٱلأَرْضَ شَقّاً } * { فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً } * { وَعِنَباً وَقَضْباً } * { وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً } * { وَحَدَآئِقَ غُلْباً } * { وَفَاكِهَةً وَأَبّاً } * { مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ } * { فَإِذَا جَآءَتِ ٱلصَّآخَّةُ }

قوله جلّ ذكره: { قُتِلَ ٱلإِنسَانُ مَآ أَكْفَرَهُ }.

لُعِنَ الإنسان ما أعظم كُفْره!..

{ مِنْ أَيِّ شَيءٍ خَلَقَهُ مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ }.

خَلَقَه وصَوَّرَه وقَدَّره أطواراً: من نطفةٍ، ثم عَلَقَةٍ، ثم طوراً بعد طور.

قوله جلّ ذكره: { ثُمَّ ٱلسَّبِيلَ يَسَّرَهُ }.

يَسَّّرَ عليه السبيلَ في الخير والشرِّ، وألهمه كيف التصرُّف.

ويقال: يَسَّرَ عليه الخروجَ من بطن أُمِّه يخرج أولاً رأسه منكوساً.

{ ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ }.

أي: جعل له قَبْراً لئلا تفترِسَه السِّباعُ والطيورُ ولئلا يفتضح.

{ ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُ }.

بَعَثَه من قبره.

{ كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ مَآ أَمَرَهُ }.

أي: عصى وخالَفَ ما أُمِرَ به.

ويقال: لم يقضِ الله له ما أمره به، ولو قضى عليه وله ما أمره به لَمَا عصاه.

قوله جلّ ذكره: { فَلْيَنظُرِ ٱلإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ أَنَّا صَبَبْنَا ٱلْمَآءَ صَبّاً ثُمَّ شَقَقْنَا ٱلأَرْضَ شَقّاً فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً وَعِنَباً وَقَضْباً وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً وَحَدَآئِقَ غُلْباً }.

في الإشارة: صَبَبْنا ماءَ الرحمةِ على القلوب القاسية فَلانَتْ للتوبة، وصببنا ماءَ التعريف على القلوب فنبتت أزهارُ التوحيد وأنوارُ التجريد.

{ وَقَضْباً } أي القَتّ.

{ وَحَدَآئِقَ غُلْباً } متكاثفةً غلاظاً.

{ وَفَاكِهَةً وَأَبّاً }.

الفاكهة: جمع الفواكه، و { وَأَبّاً }: المرعى.

{ مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ... }.

{ فَإِذَا جَآءَتِ ٱلصَّآخَّةُ } أي: القيامة؛ فيومئذٍ يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه، ثم بيَّن ما سبب ذلك فقال.