قوله جلّ ذكره: { كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ }. القرآن تذكرة؛ فَمَنْ شاء الله أن يَذْكُرَه ذَكُرَه، ومَنْ شاء الله ألا يَذْكُرَه لم يُذَكِّرْه؛ أي بذلك جرى القضاءُ، فلا يكون إلا ما شاء اللَّهُ. ويقال: الكلامُ على جهة التهديد؛ ومعناه: فَمَنْ أراد أن يذكره فليذكره، ومن شاء ألا يذكره فلا يذكره! كقوله:{ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ } [الكهف: 29]. وقال سبحانه: { ذَكَرَهُ } ولم يقل " ذَكَرَها " لأنه أراد به القرآن. قوله جل ذكره: { فَي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ }. أي صحف إبراهيم وموسى وما قبل ذلك، وفي اللوح المحفوظ. { مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ }. مرفوعة في القَدْر والرتبة، مطهرة من التناقض والكذب. { بِأَيْدِي سَفَرَةٍ }. أي: الملائكة الكَتَبة. { كِرَامٍ بَرَرَةٍ }. كرام عند الله بَرَرَة.