قوله جلّ ذكره: { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ }. الناس في طاعة الله على أقسام: فمطيعٌ لخوفِ عقوبتِه، ومطيعٌ طمعاً في مثوبته، وآخر تحققاً بعبوديته، وآخر تشرفاً بربوبيته. وكم بين مطيعٍ ومطيعٍ! وأنشدوا:
أحبك يا شمسَ النهـارِ وبَدْرَه
وإنْ لامني فيك السُّها والفراقد
وذاك لأنَّ الفضلَ عندك زاخِرٌ
وذاك لأنَّ العَيْشَ عندك بارِدُ
قال تعالى: { أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } ولم يقل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول، وفي ذلك نوع تخصيص، وحزب تفضيل يَلْطُفُ عن العبارة ويَبْعُد عن الإشارة. قوله جلّ ذكره: { وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ }. أي تسمعون دعاءه إياكم، وتسمعون ما أُنزِلَ عليه من دعائي إياكم.