الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ }

قوله جلّ ذكره: { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ }.

الناس في طاعة الله على أقسام: فمطيعٌ لخوفِ عقوبتِه، ومطيعٌ طمعاً في مثوبته، وآخر تحققاً بعبوديته، وآخر تشرفاً بربوبيته.

وكم بين مطيعٍ ومطيعٍ! وأنشدوا:
أحبك يا شمسَ النهـارِ وبَدْرَه   وإنْ لامني فيك السُّها والفراقد
وذاك لأنَّ الفضلَ عندك زاخِرٌ   وذاك لأنَّ العَيْشَ عندك بارِدُ
قال تعالى: { أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } ولم يقل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول، وفي ذلك نوع تخصيص، وحزب تفضيل يَلْطُفُ عن العبارة ويَبْعُد عن الإشارة.

قوله جلّ ذكره: { وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ }.

أي تسمعون دعاءه إياكم، وتسمعون ما أُنزِلَ عليه من دعائي إياكم.