الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيـۤئاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { كُلُواْ وَتَمَتَّعُواْ قَلِيلاً إِنَّكُمْ مُّجْرِمُونَ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { وَإذَا قِيلَ لَهُمُ ٱرْكَعُواْ لاَ يَرْكَعُونَ }

{ كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيـۤئاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }.

اليومَ تشربون على ذِكْره.. وغداً تشربون على شهوده، اليوم تشربون بكاسات الصفاء وغداً تشربون بكاسات الولاء.

{ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ }.

والإحسانُ من العبد تَرْكُ الكلِّ لأَجله! كذلك غداً: يجازيك بترك كلِّ الحاصل عليك لأجْلِك.

قوله جل ذكره: { كُلُواْ وَتَمَتَّعُواْ قَلِيلاً إِنَّكُمْ مُّجْرِمُونَ }. هذا خطابٌ للكفار، وهذا تهديد ووعيد، والويل يومئذٍ لكم.



قوله جل ذكره: { وَإذَا قِيلَ لَهُمُ ٱرْكَعُواْ لاَ يَرْكَعُونَ }.

كانوا يُصُرُوُّن على الإباء والاستكبار فسوف يقاسون البلاء العظيم.

[ذكر في التفسير: أن المتقين دائماً في ظلال الأشجار، وقصور الدرِّ مع الأبرار، وعيون جارية وأنهار، وألوانٍ من الفاكهة والثمار.. من كل ما يريدون من الملِك الجبَّار. ويقال لهم في الجنة: كلوا من ثمار الجنات، واشربوا شراباً سليماً من الآفات. { بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } من الطاعات. { كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } من الكرامات. قيل: كلوا واشربوا { هَنِيـۤئاً }: لا تبعة عليكم من جهة الخصومات، ولا أذيَّة في المأكولات والمشروبات.

وقيل: الهنيء الذي لا تَبِعَةَ فيه على صاحبه، ولا أَذِيَّةَ فيه من مكروهٍ لغيره.