{ يُوفُونَ بِٱلنَّذْرِ }. ثم ذكر أحوالهم في الدنيا فقال: يوفون بالعهد القديم الذي بينهم وبين الله على وجهٍ مخصوص. { وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً }. قاسياً، منتشراً، ممتداً. { وَيُطْعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً }. أي: على حُبِّهم للطعام لحاجتهم إليه. ويقال: على حُبِّ الله، ولذلك يُطْعِمون. ويقال: على حُبِّ الإطعام. وجاء في التفسير: أَن الأسير كان كافراً - لأنَّ المسلَم ما كان يُستأسَرُ في عهده - فطاف على بيت فاطمة رضي الله عنها وقال: تأسروننا ولا تطعموننا! { إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ ٱللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً وَلاَ شُكُوراً }. إنما نطعمكم ابتغاءَ مرضاةِ الله، لا نريد من قِبلكُم جزاءً ولا شكراً. ويقال: إنهم لم يذكروا هذا بألسنتهم، ولكن كان ذلك بضمائرهم. { إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً }. أي: يوم القيامة. { فَوَقَٰهُمُ ٱللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ ٱلْيَومِ }. { وَلَقَّاهُمْ } أي: أعطاهم { نَضْرَةً وَسُرُوراً }. { وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُواْ جَنَّةً وَحَرِيراً }. كافَأَهُم على ما صبروا من الجوع ومقاساته جنَّةً وحريراً. { مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَىٰ ٱلأَرَائِكِ }. واحدها أريكة، وهي السرير في الحجال. { لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِيراً }. أي: لا يتَأَذْون فيها بِحَرًٍّ ولا بَرْدٍ.