الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ يُوفُونَ بِٱلنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً } * { وَيُطْعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً } * { إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ ٱللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً وَلاَ شُكُوراً } * { إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً } * { فَوَقَٰهُمُ ٱللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ ٱلْيَومِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً } * { وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُواْ جَنَّةً وَحَرِيراً } * { مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَىٰ ٱلأَرَائِكِ لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِيراً }

{ يُوفُونَ بِٱلنَّذْرِ }.

ثم ذكر أحوالهم في الدنيا فقال: يوفون بالعهد القديم الذي بينهم وبين الله على وجهٍ مخصوص.

{ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً }.

قاسياً، منتشراً، ممتداً.

{ وَيُطْعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً }.

أي: على حُبِّهم للطعام لحاجتهم إليه. ويقال: على حُبِّ الله، ولذلك يُطْعِمون.

ويقال: على حُبِّ الإطعام.

وجاء في التفسير: أَن الأسير كان كافراً - لأنَّ المسلَم ما كان يُستأسَرُ في عهده - فطاف على بيت فاطمة رضي الله عنها وقال: تأسروننا ولا تطعموننا!

{ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ ٱللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً وَلاَ شُكُوراً }.

إنما نطعمكم ابتغاءَ مرضاةِ الله، لا نريد من قِبلكُم جزاءً ولا شكراً.

ويقال: إنهم لم يذكروا هذا بألسنتهم، ولكن كان ذلك بضمائرهم.

{ إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً }.

أي: يوم القيامة.

{ فَوَقَٰهُمُ ٱللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ ٱلْيَومِ }.

{ وَلَقَّاهُمْ } أي: أعطاهم { نَضْرَةً وَسُرُوراً }.

{ وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُواْ جَنَّةً وَحَرِيراً }.

كافَأَهُم على ما صبروا من الجوع ومقاساته جنَّةً وحريراً.

{ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَىٰ ٱلأَرَائِكِ }.

واحدها أريكة، وهي السرير في الحجال.

{ لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِيراً }.

أي: لا يتَأَذْون فيها بِحَرًٍّ ولا بَرْدٍ.