الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ } * { تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ } * { كَلاَّ إِذَا بَلَغَتِ ٱلتَّرَاقِيَ } * { وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ } * { وَظَنَّ أَنَّهُ ٱلْفِرَاقُ } * { وَٱلْتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ } * { إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ ٱلْمَسَاقُ }

قوله جلّ ذكره: { وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ }.

{ بَاسِرَةٌ }: أي كالحةٌ عابسة. { فَاقِرَةٌ } أي: داهية وهي بقاؤهم في النار عَلَى التأييد. تظن أن يخلق في وجوههم النظر.

ويحتمل أن يكون معنى { تَظُنُّ }: أي يخلق ظنَّا في قلوبهم يظهر أَثَرُه على وجوههم.

{ كَلاَّ إِذَا بَلَغَتِ ٱلتَّرَاقِيَ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ وَظَنَّ أَنَّهُ ٱلْفِرَاقُ وَٱلْتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ ٱلْمَسَاقُ }.

أي ليس الأمر على ما يظنون؛ بل إِذا بلغت نفوسُهم التراقيَ، { وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ }. أي يقول مَنْ حولَه: هل أحدٌ يَرْقِيه؟ هل طبيبٌ يداويه؟ هل دواءٌ يشفيه؟

ويقال: مَنْ حَوْله من الملائكة يقولون: مَنْ الذي يَرْقى برُوحه؛ أملائكةُ الرحمة أو ملائكة العذاب؟.

{ وَظَنَّ أَنَّهُ ٱلْفِرَاقُ }: وعلم الميت أنه الموت!.

{ وَٱلْتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ }: ساقا الميت. فتقترِنُ شِدَّةُ آخرِ الدنيا بشدَّة أوَّلِ الآخرة.

{ إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ ٱلْمَسَاقُ } أي الملائكةُ يسوقون روحَه إلى الله حيث يأمرهم بأن يحملوها إليه: إِمّا إلى عليين - ثم لها تفاوت درجَات، وإِمّا إلى سجِّين - ولها تفاوت دَرَكات.

ويقال: الناسُ يُكَفًِّنون بَدنَ الميت ويغسلونه، ويُصَلُّون عليه.. والحقُّ سبحانه يُلْبِسُ روحَه ما تستحق من الحُلَلِ، ويغسله بماء الرحمة، ويصلي عليه وملائكتُه.