الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلْمُدَّثِّرُ } * { قُمْ فَأَنذِرْ }

يا أيها المتدثر بثوبه.

وهذه السورة من أول ما أُنْزِلَ من القرآن. قيل: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ذَهَبَ إلى حِرَاء قبل النُّبُوة، فَبَدا له جبريلُ في الهواء، فرجع الرسول إلى بيت خديجة وهو يقول " دثِّروني دثِّروني " فَدُثِّرَ بثوبٍ فنزل عليه جبريل وقال: { يٰأَيُّهَا ٱلْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ }.

وقيل: أيها الطالبُ صَرْفَ الأذى عنك بالدثار اطلبْه بالإنذار.

ويقال: قُمْ بنا، وأَسْقِطْ عنك ما سوانا، وأَنذِر عبادَنا؛ فلقد أقمناك بأشرف المواقف، ووقفناك بأعلى المقامات.

ويقال: لمَّا سَكَنَ إلى قوله { قُمْ } وقام قَطَعَ سِرَّه عن السُّكونِ إلى قيامِه، ومن الطمأنينة في قيامه.