قوله جل ذكره: { وَذَرْنِي وَٱلْمُكَذِّبِينَ أُوْلِي ٱلنَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً }.
أي: أُولِي التَّنَعُّم وأنْظِرْهم قليلاً، ولا تهتمْ بشأنهم، فإني أكفيكَ أمرَهم.
قوله جل ذكره: { إِنَّ لَدَيْنَآ أَنكَالاً وَجَحِيماً وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ وَعَذَاباً أَلِيماً }.
ثم ذكر وصف القيامة فقال:
{ يَوْمَ تَرْجُفُ ٱلأَرْضُ وَٱلْجِبَالُ وَكَانَتِ ٱلْجِبَالُ كَثِيباً مَّهِيلاً }.
ثم قال:
{ إِنَّآ أَرْسَلْنَآ إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَآ أَرْسَلْنَآ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ رَسُولاً }.
يعني: أرسلنا إليكم محمداً صلى الله عليه وسلم شاهداً عليكم { كَمَآ أَرْسَلْنَآ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ رَسُولاً } ، { فَعَصَىٰ فِرْعَوْنُ ٱلرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً } ثقيلاً.
{ فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْماً } من هَوْلُه يصير الولدانُ شيباً - وهذا على ضَرْبِ المثل.
{ السَّمَآءُ مُنفَطِرٌ بِهِ } أي بذلك: اليوم لهوله.
ويقال: مُنْفَطِرٌ بالله أي: بأمره.
{ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً }: فما وَعَدَ اللَّهُ سيصدقه.
{ إِنَّ هَـٰذِهِ تَذْكِرَةٌ }: يعني هذه السورة، أو هذه الآيات مَوْعِظَةٌ؛ فَمَنْ اتعظ بها سَعِدَ.
{ إِنَّ رَبَّكَ } يا محمد { يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ ٱلَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَآئِفَةٌ مِّنَ ٱلَّذِينَ مَعَكَ } من المؤمنين.
{ وَٱللَّهُ يُقَدِّرُ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ } فهو خالقهما { عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ } وتطيعوه.
{ فَتَابَ عَلَيْكُمْ } أي: خَفَّفَ عنكم { فَٱقْرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ ٱلْقُرْآنِ } من خمس آيات إلى ما زاد. ويقال: من عَشْرِ آيات إلى ما يزيد.
{ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُمْ مَّرْضَىٰ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي ٱلأَرْضِ } يسافرون، ويعلم أصحاب الأعذار، فَنَسخَ عنهم قيامَ الليل.
{ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَٰوةَ } المفروضة.
{ وَأَقْرِضُواْ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً } مضى معناه.
{ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ } أي: ما تقدِّموا من طاعة تجدوها عند الله ثواباً هو خيرٌ لكم من كلِّ متاع الدنيا.