الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ }

كتاب الأحباب تحفة الوقت، وشفاءٌ لمقاساة ألم البعد، وهو لداء الضنى مُزِيل، ولشفاء الشكِّ مُقِيل، وقال تعالى: { فَلاَ يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ } ولم يقل: في قلبك؛ فإن قلبه - عليه السلام - في محل الشهود، ولذلك قالوَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ } [الحجر: 97] وكذلك قال موسى عليه السلام:رَبِّ ٱشْرَحْ لِي صَدْرِي } [طه: 25]. وقال للمصطفى صلوات الله عليه:أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ } [الشرح: 1]. فإن القلب في محل الشهود، وهو أبداً بدوام أُنْس القرب، قال صلى الله عليه وسلم: " تنام عيني ولا ينام قلبي " وقال: " أسألك لذة النظر " وصاحب اللذة لا يكون له حرج.