الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ ٱلنُّجُومِ } * { وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ } * { إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ } * { فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ } * { لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ ٱلْمُطَهَّرُونَ } * { تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ }

قيل: هي مواقع نجوم السماء. ويقال: موقع نجوم القرآن على قلب الرسول صلى الله عليه وسلم.

{ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ }: والكَرَمُ نَفْيُ الدناءة - أي: أنه غير مخلوق ويقال: هو { لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ }: لأنه يدل على مكارم الأخلاق.

ويقال هو قرآن كريمٌ أنه من عند ربٍّ كريم على رسولٍ كريم، على لسانَ مَلَكٍ كريم. { فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ }: يقال: في اللوح المحفوظ. ويقال: في المصاحفَ. وهو محفوظ عن التبديل. { لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ ٱلْمُطَهَّرُونَ } عن الأدناس والعيوب والمعاصي.

ويقال: هو خَبَرٌ فيه معنى الأمر: أي لا ينبغي أَنْ يَمَسَّ المصحفَ إلا مَنْ كان مُتَطهِّراً من الشِّرْكِ وعن الأحداث.

ويقال: لا يجد طَعْمَه وبَرَكَته إلاَّ مَنْ آمَنَ به.

ويقال: لا يقربه إلاَّ الموَحِّدون، فأمَّا الكفَّار فيكرهون سماعَه فلا يقربونه.

وقرئ المُطَهِّرون: أي الذين يُطَهِّرون نفوسَهم عن الذنوب والخُلُقِ الدَّنيّ.

ويقال: لا يَمَسُّ خبره إلاَّ من طُهِّر يومَ القسمة عن الشقاوة.

ويقال: لا يَفْهَم لطائفَة إلاَّ مَنْ طَهَّر سِرَّه عن الكون.

ويقال: المطهِّرون سرائرَهم عن غيره.

ويقال: إلا المُحْتَرِمون له القائمون بحقِّه.

ويقال: مَنْ طُهِّرَ بماء السعادة ثم بماء الرحمة.

{ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ } أي: مُنَزَّل من قِبَلهِ - سبحانه.