الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ ٱلدَّاعِ إِلَىٰ شَيْءٍ نُّكُرٍ } * { خُشَّعاً أَبْصَٰرُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ ٱلأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ } * { مُّهْطِعِينَ إِلَى ٱلدَّاعِ يَقُولُ ٱلْكَافِرُونَ هَـٰذَا يَوْمٌ عَسِرٌ }

قوله جلّ ذكره: { فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ ٱلدَّاعِ إِلَىٰ شَيْءٍ نُّكُرٍ خُشَّعاً أَبْصَٰرُهُمْ }.

{ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ }: ها هنا تمام الكلام - أي فأعرِضْ عنهم، وهذا قبل الأمر بالقتال. ثم استأنف الكلامَ: { يَوْمَ يَدْعُ ٱلدَّاعِ... } والجواب: { يَخْرُجُونَ مِنَ ٱلأَجْدَاثِ } - أراد به يوم القيامة.

ومعنى { نُّكُرٍ }: أي شيءٌ ينكرونه (بِهَوْله وفظاعته) وهو يوم البعث والحشر.

وقوله: { خُشَّعاً } منصوب على الحال، أي يخرجون من الأجداث - وهي القبور - خاشعي الأبصار.

{... كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ مُّهْطِعِينَ إِلَى ٱلدَّاعِ يَقُولُ ٱلْكَافِرُونَ هَـٰذَا يَوْمٌ عَسِرٌ }.

كأنهم كالجراد لكثرتهم وتفَرقهم، { مُّهْطِعِينَ }: أي مُديمي النظر إلى الداعي - وهو إسْرافيل.

{ يَقُولُ ٱلْكَافِرُونَ هَـٰذَا يَوْمٌ عَسِرٌ }: لتوالي الشدائد التي فيه.