قوله جلّ ذكره: { وَقَالَ قَرِينُهُ هَـٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ }. لا يَخْفَى من أحوالهم شيءٌ إلى ذُكِرَ، إنْ كان خيراً يُجَازون عليه، وإن كان غير خيرٍ يُحَاسَبونَ عليه: إِمَّا برحمةٍ منه فيغفر لهم وينجون، وإمَّا على مقدار جُرْمِهم يُعَذَّبون. { أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ }. منَّاعٍ للزكاة المفروضة. ويقال: يمنع فَضْلَ مائِه وفَضْلَ كَلَئِه عن المسلمين. ويقال: يمنع الناسَ من الخيرِ والإحسان، ويسيءُ القول فيهما حتى يُزَهّدُ الناسَ فيهما. ويقال: المناعُ للخير هو المِعْوانُ على الشَّرِّ. ويقال: هو الذي قيل فيه:{ وَيَمْنَعُونَ ٱلْمَاعُونَ } [الماعون: 7]. { مُّرِيبٍ }: أي يُشَكِّكُ الناسَ في أمره لأنه غير مخلص، ويُلَبِّسُ على الناس حالَه لأنه منافق.