قال الله تعالى في هذه السورة: { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَافِرُونَ } وقال في موضع آخر {... فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ } وقال في هذه الآية {... فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ } أمّا في الأول فقال: { وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً } { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَافِرُونَ } لأن من لم يحكم بما أنزل الله فهو جاحد والجاحد كافر. وفي الثاني قال: { وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَآ أَنَّ ٱلنَّفْسَ بِٱلنَّفْسِ } { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ } لأن مَنْ جازو حدّ القصاص واعتبار المماثلة، وتعدى على خصمه فهو ظالم لأنه ظَلَمَ بعضهم على بعض. وأمّا ها هنا فقال: { وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ ٱلإِنْجِيلِ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ... فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ } أراد به معصيةً دون الكفر والجحد.