الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ وَٱلنَّصَٰرَىٰ نَحْنُ أَبْنَٰؤُاْ ٱللَّهِ وَأَحِبَّٰؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ وَللَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ }

البنوة تقتضي المجانسة، والحقُّ عنها مُنَزَّهٌ، والمحبةُ بين المتجانسين تقتضي الاحتظاظ والمؤانسة، والحق سبحانه عن ذلك مُقدَّس.

فردَّ الله - سبحانه - عليهم فقال تعالى: { بَلْ أَنتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ }.

والمخلوق لا يصلح أن يكون بعضاً للقديم؛ فالقديم لا بعضَ له لأن الأحدية حقه، فإذا لم يكن له عدد لم يجز أن يكون له ولد. وإذا لم يجز له ولد لم تجز - على الوجه الذي اعتقدوه - بينهم وبينه محبة.

ويقال في الآية بشارة لأهل المحبة بالأمان من العذاب والعقوبة به لأنه قال: { قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم }.

ويقال بيَّن في هذه الآية أن قصارى الخلْق إمَّا عذاب وإمّا غفران ولا سبيل إلى شيء وراء ذلك.