الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذْ جَعَلَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ ٱلْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ ٱلتَّقْوَىٰ وَكَانُوۤاْ أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً }

يعني الأنفة؛ أي دَفَعْتهم أنفةُ الجاهليه أن يمنعوكم عن المسجد الحرام سَنَةَ الحديبية، فأنزل اللَّهُ سكينته في قلوب المؤمنين حيث لم يقابلوهم بالخلاف والمحاربة، ووقفوا واستقبلوا الأمر بالحِلْم.

{ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ ٱلتَّقْوَىٰ } وهي كلمةُ التوحيد تَصْدُرُ عن قلبٍ صادق: فكلمةُ التقوى يكون معها الاتقاءُ من الشَّرْك.

{ وَكَانُوۤاْ أَحَقَّ بِهَا } حسب سابق حُكْمِه وقديم علمه... { وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً }.

ويقال: الإلزامُ في الآية هو إلزامُ إكرامٍ ولطف، لا الإلزام إكراهٍ وعُنْفٍ؛ وإلزامُ برِّ لا إلزام جبر...
وكم باسطين إلى وَصْلنا   أكفهمو.. لم ينالوا نصيبا!
ويقال كلمة التقوى: التواصي بينهم بحفظ حق الله.

ويقال: هي أن تكون لك حاجةٌ فتسأل الله ولا تُبديها للناس.

ويقال: هي سؤالك من الله أن يحرُسَك من المطامع.