قوله جلّ ذكره: { وَمَآ أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَآ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }. وهذا قبل أن نزل قوله تعالى:{ لِّيَغْفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ } [الفتح: 2]. وفي الآية دليلٌ على فساد قول أهل القـَدَرِ والبدِعِ حيث قالوا: " إيلامُ البريء قبيحٌ في العقل ". لأنه لو لم يَجُزْ ذلك لكان يقول: أَعْلَمُ - قطعاً - أني رسول الله، وأني معصومٌ... فلا محالةَ يغفر لي، ولكنه قال: وما أدري ما يُفْعَلُ بي ولا بكم؛ لِيُعْلَمَ أن الأمرَ أمرُه، والحكمَ حكمُه، وله أن يفعلَ بعباده ما يريد.