الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لأيَٰتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }

{ جَمِيعاً مِّنْهُ }: كلُّ ماخَلَقَ من وجوه الانتفاع بها - كلُّه منه سبحانه؛ فما من شيءٍ من الأعيان الظاهرة إلاّ - ومن وجهٍ - للإنسان به انتفاع... وكلها منه سبحانه؛ فالسماءُ لهم بناء، ولأرضُ لهم مهاد... إلى غير ذلك. ومِنَ الغَبْنِ أن يستسخرَك ما هو مُسَخَّرٌ لك! وَلْيتأملْ العبدُ كلَّ شيءٍ.. كيف إنْ كان خَلَلٌ في شيءٍ منها ماذا يمكن أن يكون؟! فلولا الشمسُ.. كيف كان يمكن أن يتصرَّف في النهار؟ ولم لم يكن الليلُ كيف كان يسكن بالليل؟ ولو لم يكن القمر.. كيف كان يهتدي إلا الحساب والآجال؟... إلى غير ذلك من جميع المخلوقات.