قوله جلّ ذكره: { وَجَعَلُواْ لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ ٱلإنسَانَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ }. هم الذين قالوا: الملائكةُ بناتُ الله؛ فجعلوا البناتِ لله جزءاً على التخصيص من جملة مخلوقاته.. تَعَسَاً لهم في قولهم ذلك وخِزْياً!! فردَّ عليهم ذلك قائلاً: { أَمِ ٱتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُم بِٱلْبَنِينَ }. قال لهم على جهة التوبيخ، وعابهم بما قالوا؛ إذ - على حدِّ قولهم - كيف يُؤْثِرُهم بالبنين ويجعل لنفسه البنات؟ ففي قولهم ضلالٌ؛ إذ حكموا للقديم بالوَلَد. وفيه جهلٌ؛ إذ حكموا له بالبنات ولهم بالبنين - وهم يستنكفون من البنات.. ثم.. أي عيب في البنات؟ ثم.. كيف يحكمون بأن الملائكة إناثٌ - وهم لم يشاهدوا خِلْقَتَهم؟ كلُّ ذلك كان منهم خطأ محظوراً.