الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ إِلَى ٱلسَّمَآءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ٱئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ }

{ ٱسْتَوَىٰ } أي قَصَدَ، وقيل فعل فعلاً هو الذي يعلم تعيينه.

ويقال رتَّبَ أقطارها، وركَّبَ فيها نجومَها وأزهارَها.

{ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ٱئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ }: هذا على ضرب المَثَل؛ أي لا يتعسَّر عليه شيءٌ مما خلقه، فله مِنْ خَلْقِه ما أراده. وقيل بل أحياهما وأعقلهما وأنطقهما فقالتا ذلك. وجعل نفوسَ العابدين أرضاً لطاعته وعبادته، وجعل قلوبهم فَلكاً لنجومِ علمه وشموسِ معرفته.

وأوتادُ النفوسِ الخوفُ والرجاءُ، والرغبةُ والرهبة. وفي القلوب ضياءُ العرفانِ، وشموس التوحيد، ونجوم العلوم والعقولِ والنفوسِ. والقلوبُ بيده يُصَرِّفُها على ما أراد من أحكامه.