الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ رَبُّكُـمُ ٱدْعُونِيۤ أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }

معناه: أدعوني أستجب لكم إن شِئتُ؛ لأنه قال في آية أخرى:فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَآءَ } [الأنعام: 41].

ويقال ادعوني بشرطِ الدعاء، وشرطُ الدعاء الأكلُ من الحلال؛ إذ يقال الدعاء مفتاحُه الحاجة، وأسبابُهُ اللقمةُ الحلال.

ويقال كلُّ مَنْ دعاه استجاب له إمّا بما يشاء له. أوبشيء آخر هو خيرُ له منه.

ويقال الكافر ليس يدعوه؛ لأنه إنما يدعو مَنْ له شريك، وهو لا شريكَ له.

ويقال: إذا ثبت أن هذا الخطاب للمؤمنين فيما مِنْ مؤمنٍ يدعو الله ويسأله شيئاً إلا أعطاه في الدنيا، فأما في الآخرة فيقول له: هذا ما طلبْتَه في الدنيا، وقد ادْخرتُه لك لهذا اليوم حتى ليتمنى العبدُ أنه ليته لم يُعطَ شيئاً في الدنيا قط.

ويقال: ادعوني بالطاعات استَجبْ لكم بالثواب والدرجات.

ويقال ادعوني بلا غفلة أستجب لكم بلا مهلة. ويقال ادعوني بالتنصل أستجب لكم بالتفضُّل. ويقال ادعوني بحسَبِ الطاقة أستجب لكم بكشف الفاقة.

ويقال ادعوني بالسؤال أستجب لكم بالنّوال والأفضال.

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي } أن يستكبرون عن دعائي، سيدخلون جهنم صاغرين.