الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ رَفِيعُ ٱلدَّرَجَاتِ ذُو ٱلْعَرْشِ يُلْقِي ٱلرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ ٱلتَّلاَقِ }

رافعُ الدرجات للعُصاةِ بالنجاة، وللمطيعين بالمثوبات، وللأصفياء والأولياء بالكرامات، ولذوي الحاجات بالكفايات، وللعارفين بتنقيبهم عن جميع أنواع الإرادات.

ويقال درجاتُ المطيعين بظواهرهم في الجنة، ودرجاتُ العارفين بقلوبهم في الدنيا؛ فيرفع درجاتهم عن النظر إلى الكَونيْن دون المساكنه إليهما. وأمَّا المحبون فيرفع درجاتِهم عن أن يطلبوا في الدنيا والعُقبى شيئاً غيرَ رضاءِ محبوبهم.

{ ذُو ٱلْعَرْشِ }: ذو المُلْكِ الرفيع. ويقال العرش الذي هو قِبْلَةُ الدعاء، خَلَقَه أرفعَ المخلوقاتِ وأعظمَها جُثة.

{ يُلْقِي ٱلرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ } روحٌ بها ضياءُ أبدانهم - وهو سلطانُ عقولهم، وروحٌ بهاء ضياء قلوبهم - وهو شفاءُ علومهم، وروحٌ بها ضياء أرواحهم - والذي هو للرُّوح رَوْحٌ - بقاؤهم بالله.

ويقال: روحٌ هو روح إلهام، وروح هو روح إعلام، وروح هو روح إكرام.

ويقال: روح النبوة، وروح الرسالة. وروح الولاية، وروح المعرفة.

ويقال: روح بها بقاءُ الخلق، وروح بها ضياء الحق.