مَن ركن إلى تزكية الناس له، واستحلى قبول الخواص له - فضلاً عن العوام - فهو من زكَّى نَفْسه، ورؤية النَّفْس أعظم حجاب، ومن توهَّم أنه بِتَكَلُّفِه يزكِّي نفسه: بأوراده أو اجتهاده، بحركاته أو سكناته - فهو في غطاء جهله. قوله: { انظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ }... الآية. الإشارة إلى من أطلق لسان الدعوى من غير تحقيق، والمُفْتَرِي - في قالته في هذا الأمر - لا ينطق بشيءٍ إلا أجبَّتْه الآذان وانزجرت له القلوب، فإذا سكت عاد إلى قلب خراب.