الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }

لما عرَّف النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمَّته أخبار مَنْ مضى من الأمم، وما عملوا، وما عاملهم به انتظروا ما الذي يفعل بهم؛ فإن فيهم أيضاً من ارتكب ما لا يجوز، فقالوا: ليت شِعْرنا بأيِّ نوع يعاملنا... أبا لخسف أو بالمسخ أو بالعذاب أو بماذا؟

فقال تعالى: { وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ } نعرِّفكم ما الذي عملنا بهم.

{ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ } أمَّا أنتم فأتوب عليكم، أمّا من تقدَّم فلقد دمّرتُ عليهم.

ويقال: { يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ }: أي يكاشفكم بأسراره فيظهر لكم ما خفي على غيركم.

ويقال يريد الله ليبيِّن لكم انفرادَه - سبحانه - بالإيجاد والإبداع، وأنه ليس لأحد شيء.

{ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ } طريقة الأنبياء والأولياء وهو التفويض والرضاء، والاستسلام للحكم والقضاء.

وقيل: { وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ } أي يتقَبَّلُ توبتكم بعدما خلقَ توبتكم، ثم يُثِيبُكُم على ما خلق لكم من توبتكم.