الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّا سَخَّرْنَا ٱلجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِٱلْعَشِيِّ وَٱلإِشْرَاقِ } * { وَٱلطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ }

كان داود يُسَبِّح، والجبالُ تُسَبِّح، وكان داود يفهم تسبيحَ الجبالِ على وجهِ تخصيصٍ له بالكرامة والمعجزة.

وكذلك الطير كانت تجتمع له فتسبِّح الله، وداود كان يعرف تسبيحَ الطير؛ وكلُّ مَنْ تَحقَّقَ بحاله ساعَدَه كلُّ شيءٍ كان بقُرْبِه، ويصير غيرُ جِنْسِه بحُكْمِه، وفي معناه أنشدوا:
رُبَّ ورقاءَ هتوفٍ بالضُّحى   ذات شجـوٍ صَـرَخَتْ فـي فَنَنِ
ذَكَـرَتْ إلفـاً ودهـراً صالـحـاً   وبَكَـتْ شـوقاً فهاجَـتْ حَـزَني
فبُكـائي رُبَّمـا أَرَّقَـهـا   وبكـاهـا ربمـا أَرَّقنـي
ولقد تشكو فمـا أفهمهـا   ولقد أشكـو فما تفهمـني
غير أني بالجوى أعرفهـا   وهي أيضاً بالجوى تعرفني