الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ وَٱلْمُسْلِمَاتِ وَٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ وَٱلْقَانِتِينَ وَٱلْقَانِتَاتِ وَٱلصَّادِقِينَ وَٱلصَّادِقَاتِ وَٱلصَّابِرِينَ وَٱلصَّابِرَاتِ وَٱلْخَاشِعِينَ وَٱلْخَاشِعَاتِ وَٱلْمُتَصَدِّقِينَ وَٱلْمُتَصَدِّقَاتِ وٱلصَّائِمِينَ وٱلصَّائِمَاتِ وَٱلْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَٱلْحَافِـظَاتِ وَٱلذَّاكِـرِينَ ٱللَّهَ كَثِيراً وَٱلذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }

قوله جلّ ذكره: { إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ وَٱلْمُسْلِمَاتِ }.

الإسلام هو الاستسلام، والإخلاص، والمبالغة في المجاهدة والمكابدة.

{ وَٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ }.

الإيمان هو التصديق وهو مجمع الطاعات، ويقال هو التصديق والتحقيق، ويقال هو انتسامُ الحقيقةِ في القلب. ويقال هو حياة القلب أولاً بالعقل، ولقومٍ بالعلم، ولآخرين، بالفهم عن الله، ولآخرين بالتوحيد، ولآخرين بالمعرفة، ولآخرين إيمانُهم حَياةُ قلوبهم بالله.

{ وَٱلْقَانِتِينَ وَٱلْقَانِتَاتِ }.

القنوتُ طولُ العبادة.

{ وَٱلصَّادِقِينَ وَٱلصَّادِقَاتِ }.

في عهودهم وعقودهم ورعاية حدودهم.

{ وَٱلصَّابِرِينَ وَٱلصَّابِرَاتِ }.

على الخصال الحميدة، وعن الصفات الذميمة، وعند جريان مفاجآت القضية.

{ وَٱلْخَاشِعِينَ وَٱلْخَاشِعَاتِ }.

الخشوعُ إطراقُ السريرة عند بوادِه الحقيقة.

{ وَٱلْمُتَصَدِّقِينَ وَٱلْمُتَصَدِّقَاتِ }.

بأموالهم وأنفسهم حتى لا يكون لهم مع أحدٍ خصومة فيما نالوا منهم، أو قالوا فيهم.

{ وٱلصَّائِمِينَ وٱلصَّائِمَاتِ }.

الممسكين عمَّا لا يجوز في الشريعة والطريقة.

{ وَٱلْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَٱلْحَافِـظَاتِ }.

في الظاهر عن الحرام، وفي الإشارة عن جميع الآثام.

{ وَٱلذَّاكِـرِينَ ٱللَّهَ كَثِيراً وَٱلذَّاكِرَاتِ }.

بألسنتهم وقلوبهم وفي عموم أحوالهم لا يَفْتُرُون، ولا يَتَدَاخَلُهم نسيان.

{ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }.

فهؤلاء لهم جميلُ الحُسْنَى، وجزيلُ العُقْبَى.