الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ ٱلْحِكْمَةَ أَنِ ٱشْكُرْ للَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ }

{ ٱلْحِكْمَةَ } الإصابة في العقل والعقد والنطق. ويقال { ٱلْحِكْمَةَ } متابعة الطريق من حيث توفيق الحق لا من حيث هِمةَ النفس. ويقال { ٱلْحِكْمَةَ } ألا تكون تحت سلطان الهوى. ويقال { ٱلْحِكْمَةَ } الكوْن بحكم من له الحكم. ويقال { ٱلْحِكْمَةَ } معرفة قدْر نَفسك حتى لا تمدّ رِجليك خارجاً عن كسائك. ويقال { ٱلْحِكْمَةَ } ألا تستعصي عَلَى مَنْ تعلم أَنك لا تقاومه.

{ أَنِ ٱشْكُرْ للَّهِ }: حقيقة الشكر انفراج عين القلب بشهود ملاطفات الرَّبِّ. فهو مقلوب قولهم: كَشَرَتْ عن أنيابها الدابةُ؛ فيقال شكر وكشر مثل جذَب وَجبذَ.

ويقال الشكرُ تحققكَ بعجزك عن شكره. ويقال الشكر ما به يحصل كمالُ استلذاذ النعمة. ويقال الشكر فضلةٌ تظهر عَلَى اللسان من امتلاء القلب بالسرور؛ فينطلق بمدح المشكور. ويقال الشكر نعتُ كلّ غنيِّ كما أن الكفرانَ وَصفُ كلِّ لَئيم. ويقال الشكر قرُع باب الزيادة. ويقال الشكر قيد الإنعام. ويقال الشكر قصة يمليها صميم الفؤاد بنشر صحيفة الأفضال.وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ } [النمل: 40]. لأنه في صلاحها ونصيبها يسعى.