الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ نَزَّلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ } * { مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ ٱلْفُرْقَانَ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ ذُو ٱنْتِقَامٍ }

قوله جلّ ذكره: { نَزَّلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ }.

وما كنتَ يا محمد تدري ما الكتاب، ولا قصة الأحباب، ولكنما صادفك اختيار أزليّ فألقاك في أمرٍ عجيبٍ شأنُه، جَلِيٌّ برهانُه، عزيزٍ محلُّه ومكانُه.

{ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ }.

أي محققاً لموعوده لك في الكتاب على ألسنة الرسل عليهم السلام.

{ وَأَنزَلَ ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ ٱلْفُرْقَانَ }.

أي إنا وإن أنزلنا قبلك كُتُبَنَا على المرسلين فما أخْلَيْنَا كتاباً من ذِكْرِكْ، قال قائلهم:
وعندي لأحبابنا الغائبين   صحائفُ ذِكرُك عنوانُها
وكما أتممنا بك أنوار الأنبياء زيَّنا بذكرك جميع ما أنزلنا من الأذكار.

قوله جلّ ذكره: { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ }.

وهو ذُلُّ الحجاب، ولكنهم لا يشعرون.

{ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ } على أوليائه { ذُو ٱنْتِقَامٍ } من أعدائه، عزيز يطلبه كل أحد، ولكن لا يجده - كثيراً - أحد.