الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ فَآتَاهُمُ ٱللَّهُ ثَوَابَ ٱلدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ ٱلآخِرَةِ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ }

قوله جلّ ذكره: { فَآتَاهُمُ ٱللَّهُ ثَوَابَ ٱلدُّنْيَا }.

وأقل ذلك القناعة ثم الرضا ثم العيش معه ثم الأُنس في الجلوس بين يديه ثم كمال الفرح بلقائه، ثم استقلال السرِّ بوجوده.

{ وَحُسْنَ ثَوَابِ ٱلآخِرَةِ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ }.

يعني دخولهم الجنة محررون عنها، غير داخلين في أسرها.

ويقال ثوابُ الدنيا والآخرة الغيبةُ عن الدارين برؤية خالقهما.

ولمّا قال { ثَوَابَ ٱلدُّنْيَا } قال في الآخرة { وَحُسْنَ ثَوَابِ ٱلآخِرَةِ } فوجب أن يكون لثواب الآخرة مزية على ثواب الدنيا حيث خصَّه بوصف الحسن، وتلك المزية دوامها وتمامها وثمارها، وأنها لا يشوبها ما ينافيها، ويوقع آفةً فيها.