الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ أُوْلَـٰئِكَ يُجْزَوْنَ ٱلْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُواْ وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاَماً }

يعطي - سبحانه - الكثير من عطائه ويعده قليلاً، ويقبل اليسيرَ من طاعة العبد ويعده كثيراً عظيماً، يعطيهم الجنة؛ قصوراً وحوراً ثم يقول: { أُوْلَـٰئِكَ يُجْزَوْنَ ٱلْغُرْفَةَ } ويقبل اليسير من العبد فيقول:فَجَآءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ } [الذاريات: 26].

لَيَرْوه من غير تكلف نقل، ولا تحمل قطع مسافة.

ويقال:هَلْ جَزَآءُ ٱلإِحْسَانِ إِلاَّ ٱلإِحْسَانُ } [الرحمن: 60]: اليومَ يحضر العبدُ بيتَه لأداء العبادة، وينقل أقدامه إلى المساجد، وغداً يجازيهم بأن يكفيهم قطعَ المسافة، فهم على أرائكهم - في مستقرِّ عِزِّهم - يسمعون كلام الله، وينظرون إلى الله.

قوله: { بِمَا صَبَرُواْ } أي صبروا عمَّا نهوا عنه، وصبروا على الأحكام التي أجراها عليهم بِتَرْكِ اختيارهم، وحُسْن الرضا بتقديره.