الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهَـٰذَا ٱلَّذِي بَعَثَ ٱللَّهُ رَسُولاً }

كانت تكون له سلوة لو ذكر حالته وشكا إليه قصته، فإذا أخبر اللَّهُ وقصَّ عليه ما كان يلاقيه كان أَوْجَبَ للسَّلْوَةِ وأقربَ من الأُنْس، وغايةُ سلوةِ أربابِ المحن أن يذكروا لأحبائهم ما لقوا في أيام امتحانهم كما قال قائلُهم:
يودُّ بأن يمشي سقيماً لَعَلَّها   إذا سمعت منه بشكوى تراسله
ويهتزُّ للمعروفِ في طَلَبِ العلَى   لتُذْكَرَ يوماً عند سلمى شمائلُه
وأخبر أنهم كانوا ينظرون إليه - عليه السلام - بعين الازدراءِ والتصغيرِ لشأنه؛ لأنهم كانوا لا يعرفون قَدْرَه، قال تعالى:وَتَرَٰهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ } [الأعراف: 198].