قوله جلّ ذكره: { وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِٱلْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً }. كان الجوابُ لما يوردونه على جهة الاحتجاج لهم مفحماً، ولفساد ما يقولونه موضحاً، ولكن الحقَّ - سبحانه - أجرى السُّنّة بأنه لم يزد ذلك للمسلمين إلا شَفَاءً وبصيرةً ولهم إلا عَمَىً وشبهة. ثم أخبر عن حالهم من مآلهم فقال: { ٱلَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ أُوْلَـٰئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً }. يحشرون على وجوههم وذلك أمارة لإهانتهم، وإن في الخبر: " الذين أمْشاهم اليومَ على أقدامهم يُمْشيهم غداً على وجوههم " وهو على ذلك قادر، وذلك منه غير مستحيل.