الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ }

يَذَرون جَليَّ الشِّرْكِ وخَفِيَّه؛ والشِّرْكُ الخفيُّ ملاحظةُ الخَلْق في أوانِ الطاعات، والاستبشارُ بمَدْحِ الخَلْقِ وقبولهم، والانكسارُ والذبولُ عند انقطاع رؤية الخلْق.

ويقال الشِّرْكُ الخفيُّ إحالةُ النادر من الحالات - في المَسَارِّ والمَضَارِّ - على الأسباب كقول القائل: " لولا دعاءُ أبيك لهلكت " و " لولا هِمَّةُ فلان لما أفلحت "... وأمثال هذا؛ قال الله تعالى:وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِٱللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ } [يوسف: 106].

وكذلك تَوَهُّمْ حصولِ الشِّفَاءِ من شُرْبِ الدواء.

فإذا أيقن العبدُ بِسرِّه ألا شيء من الحدثان، ولم يتوهم ذلك، وأيقن ألاَّ شيء إلا من التقدير فعند ذلك يبقى عن الشِّرْكِ.