الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ }

الناس - في المغفرة - على أقسام: فمنهم من يستر عليه زَلَّتَه، ومنهم من يستر عليه أعماله الصالحة صيانةً له عن الملاحظة، ومنهم من يستر حاله لئلا تُصيبَه مِنَ الشهرةِ فتنةٌ، وفي معناه قالوا:
لا تُنْكِرَنْ جُحْدِي هَوَاكَ فإنما   ذاك الجحودُ عليكَ سِتْرَ مُسْبَلُ
ومنهم مَنْ يستره بين أوليائه، لذلك وَرَدَ في الكتب: " أوليائي في قبائي، لا يشهد أوليائي غيري ".

{ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } ما يكون من وجه الحلال. ويقال ما يكون من حيث لا يَحْتَسِب العبدُ.

ويقال هو الذي يبدو - من غير ارتقابٍ - على رِفْقٍ في وقت الحاجة إليه.

ويقال هو ما يَحْمِلُ المرزوقَ على صَرْفِه في وَجْهِ القربة. ويقال ما فيه البركة.

ويقال الرزق الكريم الذي يُنال من غير تعب، ولا يتقلد مِنَّةً مخلوق.