الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ بِٱلْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَميِقٍ }

أَذَّن إبراهيم - عليه السلام - بالحج ونادى، وأسمع اللَّهُ نداءَه جميعَ الذرية في أصلابِ آبائهم، فاستجاب مَنْ المعلوم مِنْ حاله أنه يحج.

وقدَّم الرَّجالةَ على الركبان لأنَّ الحَمْلَ على المركوب أكثر.

ولتلك الجِمالِ على الجمال خصوصية لأنها مركب الأحباب، وفي قريبٍ من معناه أنشدوا:
وإنَّ جِمالاً قد علاها جَمَالُكُم   - وإن قُطِّعَتْ أكبادنا - لحبائب
ويقال { يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَميِقٍ } هذا على وجه المدح وسبيل الشكر منهم.

وكم قَدْرُ مسافةِ الدنيا بجملتها!؟ ولكنْ لأَجْلِ قَدْرِ أفعالهم وتعظيمِ صنيعِهم يقول ذلك إظهاراً لفضله وكرمه.