الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّتِيۤ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَٱبْنَهَآ آيَةً لِّلْعَالَمِينَ }

يعني مريم، وقد نَفَى عنها سِمَةَ الفحشاء وهجنة الذم.

ويقال فنفخنا فيها من روحنا، وكان النفخُ من جبريل عليه السلام، ولكن لمَّا كان بأمره - سبحانه - صحَّتْ الإضافةُ إليه، وفي هذا دليل على تأويل خبر النزول، فإنه يكون بإنزال مَلَكٍ فتَصِحُّ الإضافة إلى الله إذ كان بأمره... وإضافة الروح إلى نفسه على جهة التخصيص، كقوله (ناقة الله، وبيتي)... ونحو ذلك: { وَجَعَلْنَاهَا وَٱبْنَهَآ آيَةً لِّلْعَالَمِينَ }: ولم يقل آيتين لأن أمرهما كان معجزة ودلالة، ويصح أن يراد أنَّ كلَّ واحدٍ منهما آيةٌ - على طريقة العرب في أمثال هذا.

وفيه نفي لتهمة مَنْ قال إنها حبلت من الله.... تعالى الله عن قولهم!

قوله: { آيَةً لِّلْعَالَمِينَ }: وإن لم يهتد بهما جميعُ الناس... لكنهما كانا آيةً. ومَنْ نَظَرَ في أمرهما، ووضَعَ النظرَ مَوضِعَه لاهتدى، وإذا أعرض ولم ينظر فالآية لا تخرج عن كونها حُجَّةً ودلالةً بتقصير المُقَصِّر في بابها.