الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يٰمُوسَىٰ } * { فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِّثْلِهِ فَٱجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لاَّ نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلاَ أَنتَ مَكَاناً سُوًى }

دعاهم موسى إلى الله، وخاطَبَهُم في حديث الآخرة من تبشيرٍ بثواب، وإنذارٍ بعذاب فلم يُجِيبُوا إلاَّ من حيث الدنيا، وما زادهم تذكيراً إلا ازدادوا غفلة وجهالة.

كذلك صفةُ مَنْ وَسَمه الحقُّ بالإبعاد، لم يكن له عرفان، ولا بما يقال إيمان، ولا يتأسَّفُ على ما يفوته، ولا تصديق له بحقيقة ما هو بصدده.

قوله: { فَٱجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لاَّ نُخْلِفُهُ... } تأَهَّبُوا لِمُنَاصَبَةِ الحقيقة، وتَشَمَّرُوا للمُخَالَفة، فَقَصَمْتُهُم المشيئةُ؛ وكَبَسَتْهُم؛ القدرة، وكما قيل:
استقبلني وسيفُه مسلول   وقال لي واحدنا معذول