الرئيسية - التفاسير


* تفسير لطائف الإشارات / القشيري (ت 465 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ }

ثبتوا على نفاقهم، ودأبوا على أن يلبِّسوا على المسلمين، فهتَكَ الله أستارهم بقوله: { وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ } كذا قيل:
من تحلى بغير ما هو فيه   فضح الامتحان ما يَدَّعِيه
ولما تجردت أقوالهم عن المعاني كان وبال ما حصلوه منها أكثر من النفع الذي توهموه فيها، لأنه تعالى قال:إِنَّ المُنَافِقِينَ فِى الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ } [النساء: 145] ولولا نفاقهم لم يزدد عذابهم.

ويقال لما عَدِموا صدق الأحوال لم ينفعهم صدق الأقوال، فإن الله تعالى قال:واللهُ يَشْهَدُ إِنَّ المُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ } [المنافقون: 1] فكانوا يقولون نشهد إنك لرسول الله، وكذلك من أظهر من نفسه ما لم يتحقق به افتضح عند أرباب التحقيق في الحال، وقيل:
أيها المدعي سليمى هواها   لستَ منها ولا قلامة ظفر
إنما أنت في هواها كواوٍ   أُلْصِقت في الهجاء ظلماً بعمرو