أشْهَدَ بني إسرائيل فضل أنفسهم فقال: { وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى ٱلْعَٰلَمِينَ }. وأشهد المسلمين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم فضل نفسه فقال:{ قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ } [يونس: 58]. فشتّان بين مَنْ مشهودُه فضلُ نفسه، وبين مَنْ مشهودُه فضل ربه؛ فشهود العبد فضل نفسه يوجب له الشكر وهو خطر الإعجاب، وشهود العبد فضل الحق - الذي هو جلاله في وصفه وجماله في استحقاق نعته - يقتضي الثناء وهو يوجب الإيجاب.