هذه شهادة الحق - سبحانه - لنبيِّه - صلى الله عليه وسلم وعلى آله - بالإيمان، وذلك أتمُّ له من إخباره عن نفسه بشهادته. ويقال آمن الخَلْق كلُّهم من حيث البرهان وآمن الرسول - عليه السلام - من حيث العيان. ويقال آمن الخَلْق بالوسائط وآمن محمد - صلى الله عليه وسلم - بغير واسطة. ويقال هذا خطاب الحق معه ليلة المعراج على جهة تعظيم القَدْر فقال: { ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ } ، ولم يقل آمَنتَ، كما تقول لعظيم الشأن من الناس: قال الشيخ، وأنت تريد قلتَ. ويقال: { ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَٱلْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِٱللَّهِ وَمَلاۤئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ } ، ولكن شتان بين إيمان وإيمان، الكلُّ آمنوا استدلالاً، وأنت يا محمد آمنتَ وصالاً.